بينما يواصل الحوثيون تكثيف الهجمات على القوات الحكومية اليمنية من محاور مختلفة، تحولت جبهات محافظة حجة الإستراتيجية (أقصى شمال اليمن)، إلى مسرح رئيسي للعمليات العسكرية، خصوصاً بعد تمكن الحوثيين من كبح تقدم القوات الحكومية في وقت كان من المتوقع فيه إعلان قوات "ألوية اليمن السعيد" إحكام قبضتها على مدينة حرض.
وكانت طائرات التحالف قد شنت 37 غارة جوية على محافظتي حجة غرباً، والبيضاء، وسط اليمن.كما استهدفت الطائرات، بـ 24 غارة، مديرية حرض الحدودية في حجة غربي اليمن، واستهدفت 9 غارات جوية مديريةَ حيران ومنطقة بني حسن في مديرية عبس في المحافظة. وطال القصف الجوي للتحالف أيضاً، في 4 غارات، مديرية السوادية في البيضاء وسط اليمن.
لغة القوة
ووزع الإعلام الحربي اليمني مشاهد توثق سيطرة الجيش واللجان الشعبية على جبهة حرض، فيما نفت مزاعم التحالف بأنه سيطر على الجبهة.
بدوره، أعلن التحالف العربي أنه "على الحوثيين تحمل نتائج سلوك استهداف المدنيين"، معتبراً أن "الحوثيين لا يفهمون سوى لغة القوة، وعملية الاستجابة تتوافق مع القانون الدولي".
وتوعد التحالف الحوثيين بتنفيذ عملية عسكرية لتحييد قدراتهم النوعية، بالتزامن مع غاراته المستمرة المساندة لعمليات الجيش اليمني في مختلف الجبهات.
وأفاد بأنه نفذ 45 عملية استهداف ضد الحوثيين في محافظة حجة خلال 24 ساعة، أسفرت عن تدمير 21 آلية عسكرية وخسائر بشرية.
منطقة ظلام
لكن من جهة أخرى، نشرت قناة "المسيرة" الناطقة بإسم الحوثيين، مشاهد تظهر "التصدي لقوات العدو وإلحاقها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والقيام بعملية معاكسة لاستعادة مواقع واسعة".
وأكدت أنها استطاعت إثر المواجهات استعادة السيطرة على المدينة وطرد القوات المهاجمة.
وأرجع الباحث اليمني المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية علي الذهب، عبر حسابه على "تويتر"، أسباب تأخر سيطرة الجيش اليمني على مدينة حرض، إلى أن القوات الحكومية كشفت معلومات وتفاصيل عن معركة حرض كان يجب ألّا تصل إليها جماعة الحوثي.
وأضاف: "في كل الحروب، هناك منطقة ظلام معلوماتية لا ينبغي أن يصل إليها العدو، خصوصاً أن المعركة قائمة".
وتابع: "في معركة حرض، تصور الوزير، والغفير، وعشاق التصوير، وكاشفو العورات، عند كل شبر كان الحوثي يبحث عن أدنى معلومة عنه".
وأكد الباحث العسكري أن نشر تفاصيل المعركة والتقاط الصور الكثيرة أثناء استمرار المواجهات، جعلا القوات الحكومية تكسب حضوراً زائفاً، ومنحت جماعة الحوثي معلومات وظفتها لصالحها".