من كوريا الجنوبية الى اليابان، أججت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن التوتر الأميركي – الصيني، خصوصا بعدما جدد استعداد بلاده للدفاع عن تايوان في حال تعرضها لغزو صيني، وتأكيده أن سياسة واشنطن حيال تايوان والقائمة على الغموض "لم تتغير".
وبينما رحبت تايوان التي تقيم علاقات تجارية متينة مع الولايات المتحدة بمواقف بايدن، ردت بكين بغضب معلنة أن واشنطن "تلعب بالنار".
تدخل أميركي
وفي قراءة سياسية للزيارة الآسيوية الأولى للرئيس الأميركي منذ توليه الرئاسة، أشار رئيس التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية توم حرب الى أن "سبب الزيارة هو التخبط الداخلي في الولايات المتحدة من الناحية الاقتصادية، والهجرة غير القانونية التي أدت الى تراجع شعبية الرئيس بايدن، أما على الصعيد الدولي فيسعى بايدن الى تعزيز الريادة الأميركية في آسيا في مواجهة تصاعد نفوذ الصين والتهديد النووي الذي تمثله كوريا الشمالية".
وأضاف حرب في حديث لـ"جسور"، أن "اللافت هو جزم بايدن بالتدخل الأميركي في حال غزت الصين اليابان، لكن الإدارة الأميركية لا تسعى الى التدخل عسكريا مباشرة للدفاع عن تايوان، مما خلق إرباكاً لدى الإدارتَين الصينية والأميركية، ومما أجبر بايدن على تغيير موقفه عندما أشار لاحقا الى أن السياسية الأميركية تجاه تايوان هي سياسية ثابتة وواضحة ولا تزال تتبع النهج نفسه".
تايوان ترحب والصين تعترض
وعن تصاعد نبرة المواقف بين واشنطن وبكين، لفت حرب الى أن "الصين لم تلتزم بالاتفاقية القائمة مع بريطانيا التي تهدف للتنازل عن هونغ كونغ ليكون لديها حكم ذاتي بل سيطرت عليها، وهنا تكمن أهمية تايوان اذ يسعى الغرب للدفاع عن سيادة تايوان،
كي لا تلعب الصين دورا اسياسيا وتتولى زمام الأمور في الملاحة البحرية الممتدة من المحيط الهندي الى الميحط الهادئ، خصوصا أن %60 من سكان العالم يقطنون هناك".
وأضاف "من الطبيعي أن تُرحّب تايوان بمواقف بايدن العالية النبرة تجاه الصين، لأنها تعتبر ذلك بمثابة الدعم والحفاظ على استقلاليتها، فيما اعتبرت الصين هذه المواقف نوعا من التحدي على أمن بكين وسيادتها في المنطقة".
تحالف كواد
وخلال زيارته لليابان، عقد بايدن اجتماعات مع قادة تحالف "كواد" الذي يضم أيضا استراليا والهند واليابان. وفي السياق، كان رئيس الوزراء الياباني أعلن أن تحالف "كواد" ينوي استثمار 50 مليار دولار على الأقل في مشارع مرتبطة بالبنى التحتية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وهنا رأى حرب أن "هذا الاستثمار يسعى الى تسهيل الملاحة الجوية والتجارة بين أعضاء "الكواد" بهدف وضع حد للتوسع الصيني في المنطقة".
واستطرد قائلاً: "الصفقة التجارية التي أعلنها بايدن خلال زيارته اليابان ليست فقط مع "الكواد" بل مع 12 دولة أي الدول بين المحيطين الهندي والهادئ لتعزيز الاقتصاد فيما بينهم". لكن "هناك من يقول إن هذه الصفقة التجارية غير كافية لتعزيز الاقتصاد وكان يجب تقليص الضرائب عن هذه الدول لوصول البضائع التي يمتلكونها الى الأسواق الأميركية، غير أن بايدن قال الى إنه سيقلص الضرائب التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الصين، وبالتالي هناك صفقة تجارية لكن ثمة افضلية للصين".
مجلس الأمن
من المرتقب أن يصوت مجلس الأمن الدولي بطلب من الولايات المتحدة على مشروع قرار يشدد العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية ردا على إطلاقها صواريخ بالستية عابرة للقارات، في جلسة قد تستخدم فيها الصين وروسيا حق الفيتو.
وبصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي خلال شهر مايو/ أيار والجهة التي تضع جدول أعمال المجلس، حددت الولايات المتحدة موعد جلسة التصويت على مشروع القرار بعد ظهر الخميس.
وكانت كوريا الشمالية أطلقت الأربعاء وابلا من الصواريخ البالستية، بينها صاروخ يُشتبه بأنه عابر للقارات، وذلك بعد ساعات على مغادرة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي جاء إلى آسيا خصوصا لتأكيد دعمه لسول وطوكيو في مواجهة التهديد النووي من كوريا الشمالية.
فوق بحر اليابان
عقب إطلاق كوريا الشمالية الأربعاء ثلاثة صواريخ بالستية، نفذ الجيش الأميركي وقوات الدفاع الذاتي اليابانية عملية تحليق فوق بحر اليابان، بهدف "استعراض القدرات المشتركة على ردع التهديدات الإقليمية والتصدي لها"، وفق ما جاء في بيان للجيش الأميركي.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن قرار مجلس الأمن الرقم 2397 والذي تم تبنيه بالإجماع في 2017، دعا إلى فرض المزيد من العقوبات على كوريا الشمالية في حالة إطلاقها صاروخا بالستيا عابرا للقارات مجددا، وبالتالي فإن الولايات المتحدة تطلب تفعيل هذا البند.
وتابع "كان هذا أحد بنود ذلك القرار. هذا بالضبط ما حدث، لذا نشعر أن الوقت حان للتحرك"، علما بأن الولايات المتحدة حذرت مؤخرا من تجربة نووية جديدة وشيكة قد يقدم عليها النظام "الستاليني".
ورفض المسؤول الأميركي التعليق على ما إذا كانت روسيا والصين ستستخدمان حق النقض في التصويت على القرار، لكنه قال "نعتقد أن القرار سيلقى دعما قويا لأن هذه مشكلة ذات أهمية عميقة بالنسبة لنا، طبعا، وذات أهمية عميقة لحلفائنا أي اليابان وكوريا الجنوبية".
تنسيق روسي - صيني
وفي تطور لافت في مستوى التنسيق العسكري والسياسي بين موسكو وبكين، أجرت طائرات روسية وصينية تدريبات مشتركة لتسيير دوريات في منطقة آسيا والمحيط الهادىء، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء.
وقالت الوزارة إن "التدريبات المشتركة استمرت 13 ساعة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، وشاركت فيها قاذفات استراتيجية روسية من طراز توبوليف تو-95 وطائرات صينية من طراز شيان-إتش 6".
ويرى خبراء عسكريون أن هذه المناورات التي تمّت، فيما كان الرئيس الأميركي يعقد قمة مع قادة تحالف كواد، تأتي كرد مشترك من موسكو وبكين على التحركات الأميركية، مما يعني أن هناك انقساما واضحا في الملفات الدولية، ولاسيما ملفي الأزمة الأوكرانية والمواجهة الروسية الأطلسية على وقعها، وملف تايوان والمواجهة الصينية مع واشنطن وحليفاتها في المنطقة كطوكيو وسول.
وبينما رحبت تايوان التي تقيم علاقات تجارية متينة مع الولايات المتحدة بمواقف بايدن، ردت بكين بغضب معلنة أن واشنطن "تلعب بالنار".
تدخل أميركي
وفي قراءة سياسية للزيارة الآسيوية الأولى للرئيس الأميركي منذ توليه الرئاسة، أشار رئيس التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية توم حرب الى أن "سبب الزيارة هو التخبط الداخلي في الولايات المتحدة من الناحية الاقتصادية، والهجرة غير القانونية التي أدت الى تراجع شعبية الرئيس بايدن، أما على الصعيد الدولي فيسعى بايدن الى تعزيز الريادة الأميركية في آسيا في مواجهة تصاعد نفوذ الصين والتهديد النووي الذي تمثله كوريا الشمالية".
وأضاف حرب في حديث لـ"جسور"، أن "اللافت هو جزم بايدن بالتدخل الأميركي في حال غزت الصين اليابان، لكن الإدارة الأميركية لا تسعى الى التدخل عسكريا مباشرة للدفاع عن تايوان، مما خلق إرباكاً لدى الإدارتَين الصينية والأميركية، ومما أجبر بايدن على تغيير موقفه عندما أشار لاحقا الى أن السياسية الأميركية تجاه تايوان هي سياسية ثابتة وواضحة ولا تزال تتبع النهج نفسه".
تايوان ترحب والصين تعترض
وعن تصاعد نبرة المواقف بين واشنطن وبكين، لفت حرب الى أن "الصين لم تلتزم بالاتفاقية القائمة مع بريطانيا التي تهدف للتنازل عن هونغ كونغ ليكون لديها حكم ذاتي بل سيطرت عليها، وهنا تكمن أهمية تايوان اذ يسعى الغرب للدفاع عن سيادة تايوان،
كي لا تلعب الصين دورا اسياسيا وتتولى زمام الأمور في الملاحة البحرية الممتدة من المحيط الهندي الى الميحط الهادئ، خصوصا أن %60 من سكان العالم يقطنون هناك".
وأضاف "من الطبيعي أن تُرحّب تايوان بمواقف بايدن العالية النبرة تجاه الصين، لأنها تعتبر ذلك بمثابة الدعم والحفاظ على استقلاليتها، فيما اعتبرت الصين هذه المواقف نوعا من التحدي على أمن بكين وسيادتها في المنطقة".
تحالف كواد
وخلال زيارته لليابان، عقد بايدن اجتماعات مع قادة تحالف "كواد" الذي يضم أيضا استراليا والهند واليابان. وفي السياق، كان رئيس الوزراء الياباني أعلن أن تحالف "كواد" ينوي استثمار 50 مليار دولار على الأقل في مشارع مرتبطة بالبنى التحتية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وهنا رأى حرب أن "هذا الاستثمار يسعى الى تسهيل الملاحة الجوية والتجارة بين أعضاء "الكواد" بهدف وضع حد للتوسع الصيني في المنطقة".
واستطرد قائلاً: "الصفقة التجارية التي أعلنها بايدن خلال زيارته اليابان ليست فقط مع "الكواد" بل مع 12 دولة أي الدول بين المحيطين الهندي والهادئ لتعزيز الاقتصاد فيما بينهم". لكن "هناك من يقول إن هذه الصفقة التجارية غير كافية لتعزيز الاقتصاد وكان يجب تقليص الضرائب عن هذه الدول لوصول البضائع التي يمتلكونها الى الأسواق الأميركية، غير أن بايدن قال الى إنه سيقلص الضرائب التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الصين، وبالتالي هناك صفقة تجارية لكن ثمة افضلية للصين".
مجلس الأمن
من المرتقب أن يصوت مجلس الأمن الدولي بطلب من الولايات المتحدة على مشروع قرار يشدد العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية ردا على إطلاقها صواريخ بالستية عابرة للقارات، في جلسة قد تستخدم فيها الصين وروسيا حق الفيتو.
وبصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي خلال شهر مايو/ أيار والجهة التي تضع جدول أعمال المجلس، حددت الولايات المتحدة موعد جلسة التصويت على مشروع القرار بعد ظهر الخميس.
وكانت كوريا الشمالية أطلقت الأربعاء وابلا من الصواريخ البالستية، بينها صاروخ يُشتبه بأنه عابر للقارات، وذلك بعد ساعات على مغادرة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي جاء إلى آسيا خصوصا لتأكيد دعمه لسول وطوكيو في مواجهة التهديد النووي من كوريا الشمالية.
فوق بحر اليابان
عقب إطلاق كوريا الشمالية الأربعاء ثلاثة صواريخ بالستية، نفذ الجيش الأميركي وقوات الدفاع الذاتي اليابانية عملية تحليق فوق بحر اليابان، بهدف "استعراض القدرات المشتركة على ردع التهديدات الإقليمية والتصدي لها"، وفق ما جاء في بيان للجيش الأميركي.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن قرار مجلس الأمن الرقم 2397 والذي تم تبنيه بالإجماع في 2017، دعا إلى فرض المزيد من العقوبات على كوريا الشمالية في حالة إطلاقها صاروخا بالستيا عابرا للقارات مجددا، وبالتالي فإن الولايات المتحدة تطلب تفعيل هذا البند.
وتابع "كان هذا أحد بنود ذلك القرار. هذا بالضبط ما حدث، لذا نشعر أن الوقت حان للتحرك"، علما بأن الولايات المتحدة حذرت مؤخرا من تجربة نووية جديدة وشيكة قد يقدم عليها النظام "الستاليني".
ورفض المسؤول الأميركي التعليق على ما إذا كانت روسيا والصين ستستخدمان حق النقض في التصويت على القرار، لكنه قال "نعتقد أن القرار سيلقى دعما قويا لأن هذه مشكلة ذات أهمية عميقة بالنسبة لنا، طبعا، وذات أهمية عميقة لحلفائنا أي اليابان وكوريا الجنوبية".
تنسيق روسي - صيني
وفي تطور لافت في مستوى التنسيق العسكري والسياسي بين موسكو وبكين، أجرت طائرات روسية وصينية تدريبات مشتركة لتسيير دوريات في منطقة آسيا والمحيط الهادىء، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء.
وقالت الوزارة إن "التدريبات المشتركة استمرت 13 ساعة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، وشاركت فيها قاذفات استراتيجية روسية من طراز توبوليف تو-95 وطائرات صينية من طراز شيان-إتش 6".
ويرى خبراء عسكريون أن هذه المناورات التي تمّت، فيما كان الرئيس الأميركي يعقد قمة مع قادة تحالف كواد، تأتي كرد مشترك من موسكو وبكين على التحركات الأميركية، مما يعني أن هناك انقساما واضحا في الملفات الدولية، ولاسيما ملفي الأزمة الأوكرانية والمواجهة الروسية الأطلسية على وقعها، وملف تايوان والمواجهة الصينية مع واشنطن وحليفاتها في المنطقة كطوكيو وسول.