في ذكرى استشهاد رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، يستعد تيار المستقبل لاستقبال رئيسه لمدة أربعة أيام، حيث سيكون له كلمة استثنائية، واستقبالات ستحمل معها الكثير من الرسائل، على ما يؤكد المطلعون لجريدة "الديار" اللبنانية، الذين يجزمون بأن سعد الحريري بنسخة شباط الـ 2024 ، مختلف كليا عن ذلك الذي عرفه اللبنانيون ما قبل ذلك.
وترى مصادر متابعة للجريدة اللبنانية، أن العودة الموقتة هي اختبار سعودي، لمعرفة مدى شعبية الرئيس الحريري، وموقعه الراهن في الساحة السنية، التي باتت مشتتة وبحاجة الى "لم" صفوفها، وإعادة توحيدها، كأحد أبواب الخروج من الأزمة، في ظل عجز الرياض بعد قرارها بالانكفاء عن الساحة اللبنانية، من خلق قيادات مناطقية، قادرة على الامساك بالقرار السياسي، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، باعتبار هذه الوحدة أحد أبواب الخروج من الأزمة الرئاسية، في حال تقرر الاخراج من خلال هذا المجلس النيابي.
وبحسب المصادر، ان لقاءات الحريري السياسية ستكون صادمة ومفاجئة للكثيرين، حيث أن كلمات سر وصلت الى بعض القيادات السنية، بالعودة الى بيت الوسط، وقد يكون من بينها مرشحون لرئاسة الحكومة في الفترة القادمة، من وجوه صنفت في فترات سابقة على انها من الصف الثاني والثالث.
إطار سياسي جديد
وقالت المصادر إن الشيخ سعد اقتنع ان العودة الى لبنان لا يمكن أن تكون إلا تحت الغطاء السعودي وبقرار ودعم من الرياض، التي يبدو أن ولي عهدها قد بات أكثر ليونة في هذا الملف، إلا أن تلك العودة بالتأكيد لن تكون مع بداية العهد الجديد، وإنما في فترة لاحقة، سيسبقها ولادة إطار سياسي جديد، منبثق من رحم تيار المستقبل.
وتابعت المصادر ان المهمة الأساسية للرئيس الحريري ستكون إعادة لم الشارع السني وتأطيره، خصوصا في ظل الأحداث المتسارعة والعملية الأميركية التي انطلقت ولا يمكن التكهن بنتائجها، والتي مهدت الى قلب المعادلات، وفرضت توازنات جديدة، تحتم تغيير الاستراتيجيات، وان من خلال العودة الى اعادة احياء "كيانات حزبية" وفتح بيوت كانت اتخذت القرارات باقفالها.
وختمت المصادر بان الرابع عشر من فبراير/شباط يشكل معمودية أساسية امام الرئيس سعد الحريري كزعيم سني لا زال ممسكا بالشارع السني، وبابا لانهاء حالة الاعتكاف السياسي، التي ستسقطها زياراته المتكررة الى لبنان، في حال تخطيه الامتحان بنجاح، ليكرم على أساس ذلك.