وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، ليل الثلاثاء، بالتزامن مع بدء تل أبيب درس ردّ حماس على مقترح للتهدئة يشمل إفراج الحركة عن أسرى تحتجزهم في غزة، مع دخول الحرب في القطاع شهرها الخامس.
واستهلّ بلينكن جولته إلى المنطقة بزيارة السعودية، التي وصلها الاثنين، قبل أن ينتقل منها إلى مصر ثم قطر ومن ثم إلى إسرائيل، حيث سيلتقي كبار المسؤولين الإسرائيليين. ويتزامن وصول بلينكن مع شروع إسرائيل في دراسة مقترح جديد للتهدئة مع تواصل القصف على مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وكان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قد أعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بلينكن في العاصمة الدوحة "تلقّي ردّ من حركة حماس بشأن اتفاق الإطار يتضمن ملاحظات، وهو في مجمله إيجابي".
وأكد آل ثاني أنه "متفائل" لكنّه رفض مناقشة ردّ حماس بالتفصيل نظراً إلى "الظروف الحسّاسة".
من جهته، قال قيادي في حركة حماس، ليل الثلاثاء - الأربعاء، إنّ الكرة باتت في ملعب إسرائيل، وذلك بعدما سلّمت الحركة ردها على المقترح المقدم لإبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل.
وكانت حركة حماس قد أعلنت أنّها سلّمت ردّها حول مقترح التهدئة إلى كلّ من مصر وقطر. ولفتت الحركة إلى أنّها تعاملت "مع المقترح بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى".
وقال بلينكن، الذي يقوم بجولته الخامسة في المنطقة، إنه سيناقش الاقتراح في إسرائيل الأربعاء. ولاحقاً أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ جهاز الاستخبارات (الموساد) يدرس ردّ حماس على مقترح التهدئة.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان، إنّ "الوسيط القطري أبلغ الموساد برد حماس. يجري المسؤولون المعنيون بالمفاوضات تقييما لتفاصيل (هذا الرد) بتمعّن".
في المقابل، نقلت قناة "كان 11" العبرية عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمّهم أنّ "حماس قدّمت قائمة أولية من المطالب، بعضها مقبول لدينا، وبعضها غير قابل للتفاوض. ونحن نعتبر إجابة حماس نقطة انطلاق للمفاوضات التي ستجري بشكل مكثف في الفترة القريبة".
وفي الأسبوع الماضي أفاد مصدر في الحركة بأن الاقتراح يشمل ثلاث مراحل وينصّ في المرحلة الأولى على هدنة تمتدّ على ستة أسابيع تطلق خلالها إسرائيل سراح ما بين 200 و300 أسير فلسطيني، في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 محتجزاً في غزة، على أن يتسنّى دخول ما بين 200 إلى 300 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة.
وتبلور المقترح في نهاية يناير/ كانون الثاني في باريس حيث اجتمع الوسطاء القطريون والمصريون والأميركيون.
إلى ذلك، من المقرر أن يعقد بلينكن لقاء مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، اليوم الأربعاء، بشكل منفرد وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، بعدما كانت الاجتماعات تتم بـ"مجلس الحرب".
وبدورها، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إنّ رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو رفض طلباً لبلينكن بعقد لقاء مع هليفي بشكل منفرد، قبل أن يصدر مكتب نتنياهو بياناً يقول فيه إنّ رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي سيجتمع مع بلينكن ضمن المحادثات التي يجريها رئيس الوزراء مع كبير الدبلوماسيين الأميركيين.
وكانت اجتماعات بلينكن مع هليفي في الزيارات السابقة ضمن اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلي. ويشير موقع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن طلب بلينكن الاجتماع بهليفي منفرداً يأتي في سياق اعتقاده بأنه قد يقدم تحليلاً أكثر واقعية وصدقاً للحرب دون وجود وزراء آخرين في الاجتماع.
ومن المقرر أن يجري بلينكن أربعة اجتماعات تبدأ مع نتنياهو ثم هليفي ثم وزير الأمن يوآف غالانت، ثم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
وعقب ذلك، من المقرر أن يزور بلينكن الضفة الغربية المحتلة، حيث سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله.