بالرغم من إعلانها يوم الثلاثاء الماضي وقف هجماتها على القواعد العسكرية الأميركية أو التابعة للتحالف الدولي سواء في العراق أو سوريا وغيرهما بالمنطقة، فإن قصفا بطائرة مسيّرة، مساء أمس الأربعاء، استهدف قائداً من كتائب حزب الله العراقي في شرق العاصمة العراقية بغداد.
ووقع الهجوم الأميركي المباغت في منطقة المشتل، جنوب شرقي العاصمة بغداد، ونفذته طائرة مسيّرة استهدفت مركبة الساعدي بثلاثة صواريخ، ما أدى إلى مقتل المدعو "أبو باقر الساعدي" مع اثنين من مساعديه.
وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) إنها "نفذت ضربة من جانب واحد في العراق رداً على الهجمات على أفراد الخدمة الأميركية، ما أسفر عن مقتل قائد كتائب حزب الله المسؤول عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة"، مؤكدة أنه "لا توجد مؤشرات إلى وقوع أضرار جانبية أو خسائر في صفوف المدنيين في هذا الوقت".
أبو باقر الساعدي
نعت "كتائب حزب الله" العراقية الساعدي، دون أن تطلق أي تهديدات ضد الجانب الأميركي. وفيما أعلن الإعلام التابع للحزب أن المستهدف هو أبو باقر الساعدي، لم يحدد بيان الحزب بقية المستهدفين، ولم يكشف عن هوياتهم.
والساعدي مسؤول عن العمليات في الخارج ونقل الأسلحة.
كما يقال إنه كان يعمل ضمن صفوف التيار الصدري قبل العام 2007، وبعدها زار إيران وانشق عن التيار وانتمى إلى "كتائب حزب الله" العراقية وهو مسؤول عن قصف القاعدة الأميركية في الأردن ومقتل عدد من الجنود الأميركيين، كما أنه المسؤول عن التخطيط والتنفيذ لمعظم هجمات الكتائب ضد القواعد الأميركية والمسؤول عن منظومة الصواريخ بكتائب حزب الله العراقي والطائرات المسيّرة.
يذكر أن الولايات المتحدة شنت، الجمعة الماضية، ضربات انتقامية في أعقاب هجوم شنه مسلحون عراقيون مدعومون من إيران في مطلع الأسبوع الماضي، أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن، وإصابة 40 آخرين.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الهجوم يحمل "بصمات" جماعة كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران.
ما هي كتائب حزب الله؟
يشار إلى أن كتائب حزب الله تأسست في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، وهي أحد فصائل النخبة المسلحة العراقية الأقرب إلى إيران.
وهي أقوى فصيل مسلح في "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي مظلة تضم جماعات شيعية مسلحة متشددة أعلنت مسؤوليتها عن أكثر من 150 هجوما على القوات الأميركية منذ بدء حرب غزة.
بعد تأسيسها، سرعان ما اكتسبت الجماعة شهرة فيما يتعلق بالهجمات التي أسفرت عن سقوط قتلى ضد أهداف عسكرية ودبلوماسية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، باستخدام مزيج من هجمات القناصة والصواريخ وقذائف الهاون والقنابل المزروعة على جوانب الطرق. ولا تؤكد الجماعة أو تنفي ضلوعها علنا.